jeudi 10 juillet 2008

مع قناة يوتوب ما غاديش تقدر تغمض عينيك



ضربة قاضية تلقتها القناتان المغربيتان الأولى والثانية هذا الأسبوع، ولا زالتا تتلقيان الضربات تلو الأخرى، يوما بعد يوم، من قناة تلفزيونية نزلت إلى الميدان من حيث لم تحتسبا، قناة تنافسهما في أعز ما تملكان، في نشرات الأخبار، قناة لها مراسلون في كل مكان، في كل بلد، في كل مدينة في المغرب، في كل بيت، بل لها مراسل في جيب كل مواطن يحمل هاتفا نقالا تتوفر فيه إمكانية التصوير بالفيديو، ولأن هذه الهواتف تنخفض أسعارها يوما عن يوم، فلنا أن نتخيل كم مراسلا لهذه القناة عبر أرجاء العالم.
الوافدة الجديدة لا تملك لا " أكبر استوديو في إفريقيا" ولا ميزانية تشتري بها أحدث طراز من شاحنات " الريجي" العملاقة المجهزة بأحدث معدات التصوير مثل تلك التي تملكها قنواتنا المغربية، حيث يتم اقتناء الواحدة منها بأكثر من ثلاثة ملايين درهم، وليست المنافسة الجديدة طرفا في عقود احتكار مع كبار المستشهرين في قطاعات الاتصالات والعقار ومواد التنظيف التي تدفع بسخاء لتمرر إعلاناتها في قناتين " الوطنيتين"، ولا تملك مكاتب جهوية مجهزة في فاس وطنجة والعيون ومراكش وغيرها، بل حتى إننا كمشاهدين لا نؤدي عن مشاهدتها شيئا في فاتورة الكهرباء التي نسددها شهريا مثلما ندفع عن مشاهدة قنوات التلفزيون العمومي البكماء.
إنها قناة يوتوب الدولية الوطنية، دوليه لأنها قناة لجميع الشعوب في جميع الدول وليس للمغاربة فقط، ويتم التقاطها عبر الأنترنت في أي مكان في العالم به وصلة أنترنت، وحتى إن لم تكن فيه وصلات إنترنت، يمكنك مشاهدتها إذا كانت لديك أنترنت عبر شبكة الثريا التي تعمل بالأقمار الاصطناعية. ووطنية لعدة أسباب ليس أولها أنها تظهر اهتماما بتغطية الأحداث التي تقع على أرض هذا الوطن أكثر من الاهتمام الذي تظهره قناتانا المحليتان، وليس آخرها أن خطها التحريري هو الحقيقة.
مع اقتراب بداية فصل الصيف، شمرت كل من قناتينا الأولى والثانية عن ساعديهما، وانبرتا لتقديم " أحسن" ما لديهما من برامج، لتقدمها في وقت الذروة " البرايم تايم" بلغة أهل التلفزيون، فأمطرتنا الأولى بوصلات إشهارية كثيفة عن برنامجها التنافسي الاجتماعي "لالة لعروسة" وحاصرتنا الثانية أو دوزيم بإعلانات عن انطلاق الموسم الجديد من برنامجها التنافسي الفني "استوديو دوزيم"، ونسيتا أن تصلحا أحوال نشراتها الإخبارية، التي تقول إحداها للناس " عادت الحركة إلى ميناء سيدي إفني يوم أمس الأحد"، وتظهر لهم صورا من الأرشيف تبين الحركة عادية في الميناء، والأخرى أي الأولى تقول إن وكيل الملك استدعى مدير مكتب قناة الجزيرة في المغرب للاستماع إلى أقواله، لأن الجزيرة بثت أخبار كاذبة عن وجود قتلى في أحداث سيدي إفني. لم يفكر مسؤولو الأخبار في القناتين لحظة واحدة أن الغربال لا يغطي وجه الشمس، ولم يفكروا أنه لو كانتا تملآن أعين وعقول المشاهدين، ولو كانتا تملكان ثقة مواطنيهما لما وجد هؤلاء المشاهدون الوقت أصلا لمشاهدة تقارير الجزيرة الإخبارية سواء كانت " صحيحة ومحايدة" أو كانت "مفبركة ومغرضة"، ولكن للأسف، المغاربة يعرفون جيدا المثل الذي يقول " أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، فالقناتان فقدتا مصداقيتهما منذ زمن، منذ أن ألغت القناة الأولى نشرتها المسائية بالعربية واكتفت ببث نشرة واحدة بالفرنسية وأخرى قصيرة بالعربية في وقت متأخر وكأنها حكاية ما قبل النوم، وعندما فبركت روبورتاجا حول وقفة أمام مقر جريدة لوجورنال وغيرها وغيرها، وبالنسبة للأولى فقدت مصداقيتها عندما كانت تمرر أخبارها عن الإنفجارات الإرهابية في الدار البيضاء كثالث أو رابع مادة في النشرات الإخبارية وكأن الانتحاريين كانوا يفجرون أنفسهم في كوكب آخر وليس في المغرب.
وإذا كانت قناة روتانا سينما تقول " مع روتانا سينما مش حتقدر تغمض عينيك" فإن قناة يوتوب تقول " مع يوتوب لا يجب أن تغمض هاتفك النقال، كن دائما مستعدا للتصوير، وستجد من ينشر لك الفيديو الذي تسجله، فقناة يوتوب لا تخشى لا الهاكا ولا وزارة الداخلية، ولا تخشى أن يقفل عليها المستشهرون صنابير أموالهم السخية. نحن في يوتوب لسنا بحاجة إلى استنزاف جيوب المشاهدين من خلال دفعهم إلى التصويت بالإس إم إس لنعلن فوز الحقيقة على التزوير.
يوتوب هي صوت المرأة الباعمرانية التي قالت في أحدث الأشرطة التي عرضت أول أمس على يوتوب " جاو قلبوا ليا الدار كلها، وهرسوا ورونوا ماخلاو حتا حاجة، واش هادو اللي كيقلبوا عليهم واش أنا مخبياهم في الربيعة ديال أتاي؟" وهي أيضا صوت المرأة الأخرى التي قالت على شاشات يوتوب" سرقوا ليا دهبي والشيكات ديال راجلي، راه تكرفسوا علينا أسيدي بزاف، ماظنيناش المخزن يدير فينا هاد الفضيحة كلها. أما المشاهدون المغاربة فيقولون" ماظنيناش قنواتنا المغربية تستغفلنا هاكذا".
( ملاحظة: الورقة أعلاه كتبت بعد أقل من أسبوع على أحداث سيدي إفني التي حدثت الشهر الماضي، وسبق أن نشرت في وقتها في جريدة المساء)

mardi 8 juillet 2008

شاكيرا وكارلا بروني تجتمعان لأول مرة بسبب بيتانكور



للحدث السياسي دائما أكثر من وجه وأكثر من قراءة، وله أيضا أكثر من استعمال، إن لم نقل أكثر من استغلال. من هنا، فإذا كان إطلاق سراح الكولومبية الفرنسية إنغريد بيتانكور، المرشحة الرئاسية السابقة في كولومبيا، بعد ست سنوات من الأسر، بالنسبة للمراقبين السياسيين الدوليين فرصة لدراسة تطور حركة "فارك" الثورية اليسارية في علاقتها الدموية مع الحكومة الكولومبية، أو لحظة للتمعن في الدور الفرنسي والأمريكي في تحرير عدد من الرهائن عبر العالم في العراق والفلبين وماليزيا وكولومبيا، فإنه أيضا فرصة للظهور بالنسبة للبعض، القلة القليلة فقط يكون الحدث بالنسبة لها ذا دلالة حقيقية تمسها بشكل مباشر.
الصحافيون مثلا، وعبر العالم، شكل حدث إطلاق سراح السيدة بيتانكور ليلة الأربعاء الماضي إثر عملية مفاجئة نفذها الجيش الكولومبي، بالنسبة لهم مناسبة لنفخ بعض الحرارة في صيف بارد إخباريا، فلا حرب في لبنان ولا قمة عربية أخرى فاشلة ولا تفجيرات إرهابية كبيرة في أي مكان في العالم لا قدر الله، وحتى الألعاب الأولمبية التي يعول عليها لشد انتباه القراء والمشاهدين هذا الصيف لن تنطلق إلا مع نهاية الفصل.
وتنوع تناول وسائل الإعلام لحدث إطلاق سراح بيتانكور، فمنهم من ركز على خلفية إطلاق سراحها، ونقل الرواية الرسمية الكولومبية، ومنهم من شكك في الرواية الرسمية مثلما كتب عدد من الصحف التي قالت إن بيتانكور لم تحرر إلا بعد دفع فدية قدرها عشرون مليون دولار أدت فرنسا الجزء الأكبر منها، فيما اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتركيز على دور مزعوم لمستشارين إسرائيليين في التخطيط لعملية تحرير المرشحة الرئاسية السابقة في كولومبيا. نوع آخر من وسائل الإعلام ركز على التأثير الإنساني للحدث ونقل صور لقاء إنغريد الأم لفتاة وشاب تركتهما طفلين ووجدتهما شابين بعد غياب ست سنوات.
وإذا كانت وسائل الإعلام قد استفادت من الحدث لإزاحة الملل والبرود عن نشرات أخبارها، فإن الطبقة السياسية الفرنسية خاصة استغلت الأمر كالعادة لتلميع صورتها. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رجل التواصل بامتياز، استغل الفرصة وتأبط ذراع زوجته الحسناء كارلا للمرة المليون، وعجل الخطى نحو المطار حيث استقبلا مواطنتهما بيتانكور وقبلاها على الوجنتين كلتيهما تعبيرا عن فرحة الزوج الرئاسي بعودتها إلى أرض الوطن الأصلي فرنسا، بل أكثر من ذلك، أقام ساركوزي في اليوم التالي مأدبة عشاء على شرفها في الإيليزيه ترحيبا بعودتها. وما كانت روح ساركوزي لتنعم بالسلام في جوفه لو لم يحقق تلك الخرجة الإعلامية الجديدة بعد سوء الطالع الذي التصق به عندما نقلت عدسات المصورين كيف انتحر جندي إسرائيلي أمام عينيه وهو يهم رفقة كارلا بركوب الطائرة عند عودته من زيارته الأخيرة لإسرائيل.
وإذا كان رب البيت بالطبل ضاربا ...فإن عددا من السياسيين الفرنسيين أبوا إلا أن يدلوا بتصريحاتهم عقب تحرير بيتانكور. فمن جهتها، قالت المرشحة الرئاسية السابقة للحزب الاشتراكي الفرنسي سيغولين روايال " لا يمكنني إلا أن أشارك أبناء إنغريد فرحتهم وارتياحهم بإطلاق سراح والدتهم"، في حين قال رئيس الجمعية العامة الفرنسية بيرنار أكويي " أحيي التحركات الدائمة والعزيمة القوية للرئيس نيكولا ساركوزي والديبلوماسية الفرنسية، وجهود جميع الأطراف التي ساهمت في تحرير بيتانكور".
جاك شيراك، ورغم مرور سنة على مغادرته الإيليزيه لم يفوت الفرصة بدوره لإثبات وجوده على الساحة وعبر عن " فرحه العظيم" بالمناسبة وهنأ الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي - وليس الرئيس الفرنسي- وهنأ السلطات الكولومبية على نجاحها في تحرير بيتانكور.
وبعيدا عن عالم السياسية، لكن من قلب كولومبيا، أطلت المغنية الكولومبية ذات الشهرة العالمية شاكيرا برأسها من بين كل هؤلاء لكي تقول " إنه يوم تاريخي لجميع الكولومبيين ولهذه الأمة التي عانت كثيرا، إلا أنها اليوم أمة تبكي من فرط التأثر والفرح وهي تجمعنا في حضنها الواسع". وأضافت المغنية الشهيرة في بيان عممه مكتبها الإعلامي في العاصمة بوغوتا على عدد من وسائل الإعلام "اليوم تقف كولومبيا شامخة على قدميها، وتنظر بأمل إلى مستقبل السلام الذي بات وشيكاً"، خاتمة البيان بأملها في تحرير بقية الرهائن الذين تحتجزهم حركة " فارك".
تصريح واحد، جاء من فرنسا، لم يكن من الممكن إلا الإيمان به وليس فقط تصديقه، هو تصريح الرهينة الفرنسية السابقة في العراق، صحافية جريدة ليبراسيون فلورانس أوبينا، التي قضت في الأسر خمسة أشهر خلال عام 2005، بين أيدي جماعة إسلامية متطرفة في العراق لها سمعة عالمية في قطع رؤوس رهائنها وعرض فيديو لحظات ذبحهم على الإنترنت، حيث قالت فلورانس والتأثير باد عليها، بعد سماعها خبر تحرير إنغريد بيتانكور " مرحبا بك بيننا يا أنغريد" وأضافت " مثل هذا الخبر يبقى دائما صعب التصديق بالنسبة لي، أخشى دائما أن لا يكون حقيقيا، لأنني ما كنت حتى لأجرؤ على تمني مثل تلك الأمنية" ثم تبتسم فلورانس " لكن دعنا نتحدث عنها وليس عن نفسي، لأن اليوم هو يومها هي، علي فقط أن أقول إنه إحساس رائع، هي هدية نويل لكن في شهر يوليوز".