mardi 8 juillet 2008

شاكيرا وكارلا بروني تجتمعان لأول مرة بسبب بيتانكور



للحدث السياسي دائما أكثر من وجه وأكثر من قراءة، وله أيضا أكثر من استعمال، إن لم نقل أكثر من استغلال. من هنا، فإذا كان إطلاق سراح الكولومبية الفرنسية إنغريد بيتانكور، المرشحة الرئاسية السابقة في كولومبيا، بعد ست سنوات من الأسر، بالنسبة للمراقبين السياسيين الدوليين فرصة لدراسة تطور حركة "فارك" الثورية اليسارية في علاقتها الدموية مع الحكومة الكولومبية، أو لحظة للتمعن في الدور الفرنسي والأمريكي في تحرير عدد من الرهائن عبر العالم في العراق والفلبين وماليزيا وكولومبيا، فإنه أيضا فرصة للظهور بالنسبة للبعض، القلة القليلة فقط يكون الحدث بالنسبة لها ذا دلالة حقيقية تمسها بشكل مباشر.
الصحافيون مثلا، وعبر العالم، شكل حدث إطلاق سراح السيدة بيتانكور ليلة الأربعاء الماضي إثر عملية مفاجئة نفذها الجيش الكولومبي، بالنسبة لهم مناسبة لنفخ بعض الحرارة في صيف بارد إخباريا، فلا حرب في لبنان ولا قمة عربية أخرى فاشلة ولا تفجيرات إرهابية كبيرة في أي مكان في العالم لا قدر الله، وحتى الألعاب الأولمبية التي يعول عليها لشد انتباه القراء والمشاهدين هذا الصيف لن تنطلق إلا مع نهاية الفصل.
وتنوع تناول وسائل الإعلام لحدث إطلاق سراح بيتانكور، فمنهم من ركز على خلفية إطلاق سراحها، ونقل الرواية الرسمية الكولومبية، ومنهم من شكك في الرواية الرسمية مثلما كتب عدد من الصحف التي قالت إن بيتانكور لم تحرر إلا بعد دفع فدية قدرها عشرون مليون دولار أدت فرنسا الجزء الأكبر منها، فيما اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتركيز على دور مزعوم لمستشارين إسرائيليين في التخطيط لعملية تحرير المرشحة الرئاسية السابقة في كولومبيا. نوع آخر من وسائل الإعلام ركز على التأثير الإنساني للحدث ونقل صور لقاء إنغريد الأم لفتاة وشاب تركتهما طفلين ووجدتهما شابين بعد غياب ست سنوات.
وإذا كانت وسائل الإعلام قد استفادت من الحدث لإزاحة الملل والبرود عن نشرات أخبارها، فإن الطبقة السياسية الفرنسية خاصة استغلت الأمر كالعادة لتلميع صورتها. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رجل التواصل بامتياز، استغل الفرصة وتأبط ذراع زوجته الحسناء كارلا للمرة المليون، وعجل الخطى نحو المطار حيث استقبلا مواطنتهما بيتانكور وقبلاها على الوجنتين كلتيهما تعبيرا عن فرحة الزوج الرئاسي بعودتها إلى أرض الوطن الأصلي فرنسا، بل أكثر من ذلك، أقام ساركوزي في اليوم التالي مأدبة عشاء على شرفها في الإيليزيه ترحيبا بعودتها. وما كانت روح ساركوزي لتنعم بالسلام في جوفه لو لم يحقق تلك الخرجة الإعلامية الجديدة بعد سوء الطالع الذي التصق به عندما نقلت عدسات المصورين كيف انتحر جندي إسرائيلي أمام عينيه وهو يهم رفقة كارلا بركوب الطائرة عند عودته من زيارته الأخيرة لإسرائيل.
وإذا كان رب البيت بالطبل ضاربا ...فإن عددا من السياسيين الفرنسيين أبوا إلا أن يدلوا بتصريحاتهم عقب تحرير بيتانكور. فمن جهتها، قالت المرشحة الرئاسية السابقة للحزب الاشتراكي الفرنسي سيغولين روايال " لا يمكنني إلا أن أشارك أبناء إنغريد فرحتهم وارتياحهم بإطلاق سراح والدتهم"، في حين قال رئيس الجمعية العامة الفرنسية بيرنار أكويي " أحيي التحركات الدائمة والعزيمة القوية للرئيس نيكولا ساركوزي والديبلوماسية الفرنسية، وجهود جميع الأطراف التي ساهمت في تحرير بيتانكور".
جاك شيراك، ورغم مرور سنة على مغادرته الإيليزيه لم يفوت الفرصة بدوره لإثبات وجوده على الساحة وعبر عن " فرحه العظيم" بالمناسبة وهنأ الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي - وليس الرئيس الفرنسي- وهنأ السلطات الكولومبية على نجاحها في تحرير بيتانكور.
وبعيدا عن عالم السياسية، لكن من قلب كولومبيا، أطلت المغنية الكولومبية ذات الشهرة العالمية شاكيرا برأسها من بين كل هؤلاء لكي تقول " إنه يوم تاريخي لجميع الكولومبيين ولهذه الأمة التي عانت كثيرا، إلا أنها اليوم أمة تبكي من فرط التأثر والفرح وهي تجمعنا في حضنها الواسع". وأضافت المغنية الشهيرة في بيان عممه مكتبها الإعلامي في العاصمة بوغوتا على عدد من وسائل الإعلام "اليوم تقف كولومبيا شامخة على قدميها، وتنظر بأمل إلى مستقبل السلام الذي بات وشيكاً"، خاتمة البيان بأملها في تحرير بقية الرهائن الذين تحتجزهم حركة " فارك".
تصريح واحد، جاء من فرنسا، لم يكن من الممكن إلا الإيمان به وليس فقط تصديقه، هو تصريح الرهينة الفرنسية السابقة في العراق، صحافية جريدة ليبراسيون فلورانس أوبينا، التي قضت في الأسر خمسة أشهر خلال عام 2005، بين أيدي جماعة إسلامية متطرفة في العراق لها سمعة عالمية في قطع رؤوس رهائنها وعرض فيديو لحظات ذبحهم على الإنترنت، حيث قالت فلورانس والتأثير باد عليها، بعد سماعها خبر تحرير إنغريد بيتانكور " مرحبا بك بيننا يا أنغريد" وأضافت " مثل هذا الخبر يبقى دائما صعب التصديق بالنسبة لي، أخشى دائما أن لا يكون حقيقيا، لأنني ما كنت حتى لأجرؤ على تمني مثل تلك الأمنية" ثم تبتسم فلورانس " لكن دعنا نتحدث عنها وليس عن نفسي، لأن اليوم هو يومها هي، علي فقط أن أقول إنه إحساس رائع، هي هدية نويل لكن في شهر يوليوز".

2 commentaires:

مرحبا بكم في مدونتي a dit…

تحتاج بيتانكور لبروفايل
الوصف البصري لا بأس به
أين صورة الخانوم الكولومبية؟
keep up!

Unknown a dit…

hi...traduire n'est la discipline la plus facile....et en plus tu as le style... ton propre... chapeau